الصفحة الرئيسية
>
آيـــة
{وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}
إن الدنيا إلى زوال والآخرة هي دار القرار، فكيف يتعلق بالدنيا من هو راحل عنها؟! فقد كان سلفنا رضي الله عنهم يغتنمون هذه الأوقات، ويتقربون إلى الله فيها بالطاعات، ويسارعون إليه بأنواع القربات، ويحاسبون أنفسهم على الزلات، ثم يخافون أن لا يقبلها رب الأرض والسماوات، وحالهم كما قال ربهم: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) .
ورحم الله ابن القيم حين قال : ومن تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف ونحن جمعنا بين التقصير بل التفريط والأمن .
أُخيّ إنما الحياة زينة، سرعان ما تتبدل وهي حلوة فما أسرع ما تتكدر ثم تأتي بعدها مضراتها وحسراتها ! فهل رأيت فيها شيئا يبقى على حاله؟ فالثمرة بعد ينوعها تسقط، والزهرة بعد تفتحها وبدو جمالها تذبل، والإنسان بعد فتوته وقوته يضعف ! فهذه حقيقتها وحقارتها.
والدار الآخرة هي دار القرار هي الحيوان أي الحياة الحقيقية_ لا انقطاع فيها ولا فناء، فهي خير لمن اغتنم الأوقات وعمل فيها بطاعة الله، أما من اتخذ الدنيا لعبا ولهوا فالنار مثواه، فالبدار البدار قبل أن يجهز علينا ملك الموت فليس من الموت نجاة، وحاسب نفسك على ما قصرت، فالصدق مع النفس منجاة، وابكِ على ما فرطت، وسل الله العفو والمعافاة، علّه يصفح عما فات ويبدل السيئات إلى حسنات، )إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا(.
المزيد |